الكثير منا قد لا يعرفون عن الإستنساخ سوى الخروف دولي ويرفضون تلك الفكرة تماما . وبالنسبة لي لا يحق لهم أن يرفضوها إلا إذا عرفوا ماهي فكرة الإستنساخ وفوائده العديدة . إذا ماهو الإستنساخ ؟ هو باختصار عملية إنتاج كائن حي أو جزء
من خلاياه مطابق 100% جينيا للنسخة الأصلية وتحدث طبيعيا في بعض البكتيريا
والنباتات التي تتكاثر بطريقة غير جنسية . هناك نوعين من الإستنساخ الأول هو إستنساخ إعادة الإنتاج الخروف دولي أشهر مثال له مشروع دولي بدأ في اسكتلندا في عام 96 ونجح في 2003 وبعدها استنسخ العلماء
العديد من الكائنات الحية بعضها عاش سليما وبعضها الآخر كان مشوها و مات بعد
الولادة مباشرة . والنوع الثاني هو الإستنساخ العلاجي الذي يقوم به العلماء بسحب الخلايا الجذعية من الجنين المستنسخ ثم يتم تعطيل عملية تكون الجنين بعد سحب الخلايا الجذعية منه ثم تتم زراعتها من جديد في المختبر لتكون أعضاء . من فوائد الإستنساخ أنه من الممكن استنساخ أعضاء من جسم الإنسان
على سبيل المثال الكلية أو القلب ثم تتم زراعتها في المريض ولن يرفضها الجسم والبحوث في هذا المجال قائمة
ومبشرة بخير . الفائدة الأخرى هي استمرارية النسل لمن يعاني العقم . أيضا يمكن الحفاظ على الكائنات القريبة من الإنقراض التي تعاني صعوبة في التكاثر . وأغرب الفوائد
وأكثرها تشويقا وإثارة هنا هو استرجاع حيوان منقرض.
السؤال الأهم هل يمكن استرجاع كائنات منقرضة ؟ الجواب نعم بشرط الحصول على DNA صالح وسليم . أول مثال سيكون فصيلة قديمة وهي الدينوصورات التي انقرضت قبل 65 مليون عام . في الفلم الشهير جوراسيك بارك وهو فيلم خيال علمي استطاع أحد العلماء العثور على بعوضة محفوظة في كهرمان (مادة صمغية تفرز من شجرة ) و تحتوي البعوضة على دم ديناصور وقام العالم باستخراج الـ DNA من الدم ثم استنسخه . و لكن على أرض الواقع جميع الكهرمانات التي تم العثور عليها تحتوي بعوض عاش قبل 30 مليون سنة أي بعد الدينوصورات والـDNA الموجود داخل الدماء التي تحتويها البعوض كان معطوبا بسبب جهاز البعوضة الهضمي ولم يتم التعرف عليه . أيضا هناك صعوبة شديدة في استخراج DNA سليم من عظام الدينوصورات وهذا يجعل المهمة شبه مستحيلة ومن الجيد أن العلماء الآن يحاولون إصلاح الـ DNA وإعادة هيكلته أو العثور على آخر سليم , المهمة صعبة للغاية بالنسبة للدينوصورات . لكن السؤال هنا هل تستطيع أن تتحمل العالم الجديد ومناخه و اللحوم والنباتات الجديدة ؟ وماذا إذا كان جهازها المناعي غير قادر على التصدي للبكتيريا والفيروسات الحديثة.
بالنسبة للحيوان الآخر وهو الماموث الذي انقرض قبل 1700 سنة وجد فريق علمي عدد من جثث الماموث المجمدة والمحفوظة في سيبيريا . فرح العلماء بالعثور على تلك الجثث المحفوظة وقاموا بنقلها إلى المختبرات وتجميدها هناك . وتشكل فريق روسي هدفه إستنساخ الماموث وبعده انضم إليه فريق ياباني للمساعدة . وقد صرح أحد أفراد الفريق قبل عام أن الفريق قادر على استخراج الـ DNA من الأنسجة المحفوظة وزراعته في بويضة أنثى الفيل خالية أي منزوعة النواة فقط سيتوبلازم ومن الممكن ولادة الماموث الصغير بعد ست سنوات.
جثة مجمدة محفوظة تعود إلى ماموث رضيع |
والآن مع أول محاولة نجحت لاسترجاع كائن حي منقرض ألا وهو وعل بيرينيان الأسباني Pyrenean Ibex . هذا النوع من الوعول انقرض عام 2000 وقامت الحكومة الأسبانية بالتحفظ على الأنسجة و أنشأت مشروع لإستنساخ الوعل . بعد 285 محاولة تم زراعة أول خلية داخل بويضة ماعز
خالية وفي عام 2009 ولد من جديد هذا الكائن المنقرض ولكنه مات بعد 7 دقائق بسبب
مشاكل في الرئة . ومازال العمل في المشروع مستمرا .
صورة لآخر وعل بيرينياني |
ختاما أريد أن أقول أن العلم في تطور مستمر ويجب أن نكون جزء منه . و من المحتمل في المستقبل أن نرى
تلك الكائنات المنقرضة . أتمنى أن يكون المقال فتح
أبواب عقولكم في التفكير والتأمل فهناك الكثير من أمور حياتنا لا نلقي لها بالا ! . انطباعك يهمني أخي القارئ محبك جهاد .
لقطة من فلم جوراسيك بارك
لقطة من فلم جوراسيك بارك