الخميس، 22 مارس 2012

الحرب العراقية الإيرانية في سطور





سماها العراقيون قادسية صدام وسماها الإيرانيون الدفاع المقدس . هي أطول حرب في القرن العشرين وقد دامت 8 سنوات منذ العام 1980 إلى العام 1988 وكانت عبارة عن صراع شرس على الحدود العراقية الإيرانية وقد تناوب الطرفان على مسألة الهجوم والدفاع . بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وإسقاط نظام حكم الشاة تولى  الخميني منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية . انخفضت بعد تلك الثورة العلاقات الدوبلوماسية العراقية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها وذلك بسبب دعوات الخميني للشيعه بإسقاط حكامهم في الدول العربية وخاصة العراق والسعودية وباقي دول الخليج والإنضمام إليه . هذه الصيحات دعت القائد صدام حسين إلى أخذ تدابير وإجرائات ضد نظام الخميني . وقد وضع القائد صدام حسين رحمه الله أهداف لإجتياح إيران وكانت كالتالي : أولا إستعادة الجزر الإماراتية التي احتلها نظام الشاه السابق , ثانيا ضم إقليم عربستان الإيراني إلى العراق , ثالثا إيقاف الثورة الإيرانية عند حدها , رابعا السيطرة على شط العرب , خامسا احتلال بعض حقول النفط 


إقليم عربستان كما هو واضح في الصورة 


تعداد القوى كان كالآتي 800,000 جندي عراقي نظامي  في عام 1980 ثم وصل عددهم إلى 1.5 مليون في عام 85 وكانت أغلب الأسلحة سوفييته الصنع . على الجانب الإيراني كان هناك 600,000 جندي والمتطوعين كان عددهم 300,000 معظمهم مراهقين وشباب وكانت آلياتهم أغلبها أمريكية الصنع . بعد دعم إيران للمليشيات الشيعيه داخل العراق التي اغتالت عدد من المسؤولين العراقيين قرر صدام بدأ الهجوم . في يوم 22 سبتسمر عام 1980 قامت القوات الجوية العراقية بضرب عدد من الأهداف داخل العمق الإيراني وقد استطاعت الوصول إلى مناظق عديده من ضمنها  أحد المطارات في طهران وتدمير عدد من الطائرات في الحظائر , لكن الضربة افتقرت للدقة لعدم وجود صور من الاقمار الصناعيه عكس ماحصل عندما ضربت القوات الجوية المصرية خط بارليف بالاستعانه بصور من اقمار صناعية سوفيتية .  
طيارون من سرب عراقي يخططون لغارة جوية 


ثم قامت القوات البرية العراقية بإجتياح واسع النطاق داخل الأراضي الإيرانية واستطاعت احتلال عدد من القرى والمدن الإيرانية ولكنهم واجهوا مقاومة شرسة جدا , وخاب أمل صدام في عرب عربستان بعدم قيامهم بثورة ضد الخميني وذلك بسبب أن أغلبيتهم كان من الطائفة الشيعية . بعد ذلك قامت القوات الجوية الإيرانية بقصف بغداد وللمرة الأولى تسمع صفارات الإنذار فيها . بعدها رد العراق بإطلاق صواريخ سكود البالستية واستطاعت أن تلحاق الكثير من الأضرار وقد اشتراها من الإتحاد السوفييتي آنذاك . بعدها قامت إيران بشراء صورايح سكود من سوريا وليبيا وتم ضرب بغداد بواسطتها .


سكود !
على اليمين طائرتان إيرانيتان من نوع فانتوم الأمريكية الصنع وعلى اليسار طاقم دبابة عراقي 


حتى العام 1982 كان العراق هو المتسيد هجوميا وكانت إيران في وضعيه الدفاع ولكن بعد العام 1982 كانت إيران هي في الوضعيه الهجومية والعراق كان في وضع الدفاع , أقام العراقيين عدد من الخنادق لوقف الزحف الإيراني وكان الزحف عبارة عن موجات بشرية تتقدمها النساء والصغار ويكونوا ضحيه للألغام التي تكون امام الخنادق ثم بعدهم تأتي المدرعات والجنود , وعلى الرغم من الهجمات الإنتحارية استطاع العراقيون إيقاف تلك الهجمات بزراعة العديد من الألغام واستخدام الأسلاك الشائكة قبل الخنادق  وتم أيضا  إطلاق الغازات السامة ضد الإيرانيين المهاجمين . ولم يستخدمها العراقيين فقط في وضع الدفاع فحسب حتى في وضع الهجوم فقد قاموا بإطلاق الغاز على المدنيين والجنود الإيرانيين وقد ذلك سبب لهم خسائر فادحة لا تحصى .

موجة بشرية 
خنادق عراقية
رشاش دوشكا السوفييتي الثقيل
جندي عراقي متسلح بـAK-47 وخلفه دبابة T-55 السوفيتية الصنع 
جندي إيراني يتعرض لهجوم بالغازات السامة ومتسلح بـMG-3 الألماني

ضحايا مدنيين إيرانيين نتيجة الغاز السام 
خلال السنوات الست القادمة استمرت المعارك وقد استهدف الطرفان العديد من المواقع الإستراجية والحيوية وناقلات نفط عبر سلاح الجو والبحرية  وتقاسم الطرفان كمية الخسائر وفي عام 1988 قاد العراق هجوما جديدا لإستعادة أراضيه وقدد حرروا العديد من الأراضي و من أهمها ميناء الفاو وفي 10 ساعات إستطاعوا قتل 50,000 إيراني  وتدمير العديد من الآليات الإيرانية وكانت خسائر العراقيين بسيطة ! . وفي أواخر أيام الحرب حدثت حادثة شهيرة ألا وهي إسقاط طائرة مدنية إيرانية في الخليج العربي بواسطة سفينة حربية أمريكية والسبب هو عدم تعريف كابتن الطائرة بنفسه واشتباه قبطان السفينة بأنها F-14 إيرانية قادمة للإمارات  وراح ضحية هذه الحادثة 260 إيراني و 14 إماراتي . 
الرحلة الإيرانية رقم 655 , طائرة الإيرباص Airbus A300
صورة لصاروخ  SM-1MR البحري الذي أسقط الطائرة المدنية الإيرانية 


بعد ذلك دعى مجلس الأمن الطرفان إلى تفاوض حول خمس نقاط وهي 1-وقف إطلاق النار. 2-الرجوع للحدود الدولية . 3- تسليم الأسرى . 4-القيام بمفاوضات للسلام . بعد فترة تم التفاوض والإتفاق وانتهت الحرب وسمى الخميني هذه الإتفاقية بكأس السم . الخسائر البشرية كانت فادحة حيث راح ضيحتها 300,000 عراقي بين قتيل وجريح وعلى الجانب الإيراني كان هناك  1000,000 قتيل وجريح , والخسائر المالية قدرت بترليون دولار . 


خسائر بالجملة 
بقايا جنود
طفل إيراني مسلح 


على الصعيد الدولي , الإتحاد السوفييتي أخذ موقف الحياد وقام ببيع الأسلحة للطرفين لكن أمريكا كانت تدعم نظام الشاه ثم توقف الدعم بسبب الثورة الإسلامية الإيرانية  و حادثة اختطاف الرهائن الأمريكين الشهيرة  ثم قامت بعد ذلك  بدعم العراق  . وقد دعمت دول الخليج العراق دعم هائلا حتى أنه بعد نهاية الحرب تضاعفت ترسانته الحربية وأصبح العراق صاحب رابع أقوى جيش في العالم . و الغريب أن سوريا وليبيا واليمن الجنوبي وإسرائيل كانوا يدعمون الخميني وقتها ! . وأخيرا أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي يجتمع فيه المسلمون تحت راية واحدة و ينصروا هذا الطفل الفلسطيني الشجاع .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق